في كتاب «تتمة صوان الحكمة»1 للمؤرخ ظهير الدين البيهقي (المتوفي سنة 1169م) نجد ترجمة للفيلسوف المعروف أبو نصر محمد بن محمد الفارابي (ت. 950م). وفيها هذه المقولة المنسوبه له:

وقال الحكيم أبو نصر الفارابي : ينبغي لمن أراد الشروع في علم الحكمة أن يكون شاباً، صحيح المزاج، متأدبا بآداب الأخيار، قد تعلم القرآن واللغة وعلم الشرع أولا، ويكون صينا عفيفا متحرجا صدوقا، معرضا عن الفسق والفجور والغدر والخيانة، والمكر والحيلة، ويكون فارغ البال عن مصالح معاشه، ويكون مقبلا على أداء الوظائف، غير مخل بركن من أركان الشريعة، بل غير مخل بآداب من اداب السنة، ويكون معظما للعلم والعلماء ولم يكن عنده شئ قدر إلا للعلم وأهله، ولا يتخذ علمه من جملة الحرف والمكاسب، وآلة لكسب الأموال، ومن كان بخلاف فهو حكيم زور ونبهرج فكما أن الزور لا يعد من الكلام الرصين، ولا النبهرج من النقود، فكذلك من كانت أخلاقه خلاف ما ذكرنا لا يعد من جملة الحكماء. وقال: من لا يهذب علمه أخلاقه في الدنيا لا تسعد نفسه في الآخرة.

لاشك أن هذا الكلام يحتوي على الكثير من الحكمة ويفيد في فهم منطلقات الفارابي الدينية والأخلاقية، وأثره على من عاش في القرن الثاني عشر الميلادي كالبيهقي.

هامش:

  1. الكتاب أيضا يعرف بـ«تاريخ حكماء الإسلام». لمعلومات أكثر عن الكتاب انظر هنا